Search This Blog

Friday 28 August 2009

«عام التغييرات» الإيرانية: رفسنجاني امام الاختبار

علي هاشم
طهران :
عام التغييرات في إيران. هكذا ربما يمكن تعريفه. لكنه رغم كل الأحداث التي مضت، يتطلع للمزيد، خاصة أن البلاد على عتبة انتخابات رئاسة مجلس خبراء القيادة بعد عيد الفطر المقبل.
وإذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد ثبتت محمود أحمدي نجاد في سدة الحكم لولاية ثانية، لا يبدو حتى الآن ان هناك ملامح واضحة لانتخابات رئاسة مجلس الخبراء. وتحديداً مع اللغط الذي يحيط برئيس المجلس هاشمي رفسنجاني بسبب مواقفه خلال الانتخابات الأخيرة ومساندته بشكل أو بآخر الإصلاحيين في معرض اعتراضهم على النتائج وتأييده الضمني للاتهامات التي وجهت للنظام حول التزوير في الانتخابات.ولعل الذي وقع في إيران قبل شهرين إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، يمكن له أن يذكر في التاريخ على أنه «ثورة للأغنياء على الفقراء»، وانتفاضة «أصحاب رؤساء الأموال على العمال والموظفين»، وهو ما يبرر ربما تسمية «الثورة المخملية» التي أطلقها النظام على حركة الإصلاحيين، أو «ثورة الماركات» كما اختارت بعض الصحف وصفها.
هذه «الثورة» يمولها بعض من في «بازار طهران»، وهو المكان عينه الذي دعم الثورة الإسلامية على الشاه. لكن الواضح أن البازار، الذي كان يوضع على رأس لائحة المؤثرين في السياسة الإيرانية، لم يعد قادراً على الصمود في وجه الفقراء، لا سيما أنهم ينظرون إلى محمود أحمدي نجاد والخط الذي يمثله على أنه خير منقذ لهم. هم جرّبوه لأعوام أربعة ماضية، وكان بالنسبة إليهم يد العون التي ساعدتهم على الانتقال إلى البر بعدما غرقوا لسنوات خلت في يم الفقر والحرمان.
أحد أهم رموز البازار، لا بل زعيمه، هو الشيخ رفسنجاني، الذي بدا للمرة الأولى في موقع الضعيف في نظام لطالما كان هو الرجل القوي فيه. فهو في الثورة الإسلامية تدرج من مناضل وثائر ومعتقل في بدايات عمره، إلى مستشار ورئيس في أوسطه. لكن وعلى عتبة سن التقاعد السياسي، بدا وكأن ختامه لن يكون مسكاً مع ترداد اسمه أكثر من مرة في قاعات محكمة الثورة حيث تحاكم مجموعات الإصلاحيين المتهمين بإثارة الشغب والتآمر على النظام.
كرر رفسنجاني في أكثر من مناسبة ممارسة هوايته في تدوير الزوايا، كما فعل إبان حكومته الثانية حين جمع بين المحافظين والإصلاحيين في التسعينيات، لكنه لم ينجح هذه المرة. أولاً لكونه في موقع الخصم المباشر لنجاد الذي تعرض له تكراراً خلال خطاباته في الحملة الانتخابية، أو خلال مرحلة المناظرات مع المرشحين المنافسين. وثانياً لأنه وخلال المرحلة الأخيرة، لم يتخذ قراراً واضحاً بالنسبة لعلاقته بالنظام والمرشد الأعلى.
رفسنجاني، وإن خرج يوم آخر خطبة جمعة ألقاها في جامعة طهران ناصحا النظام، لكنه لم يدافع عنه على حد قول أحد المراقبين، الذي يؤكد أن قراءة رفسنجاني السياسية للأوضاع لم تكن موفقة، وهو ربما الذي جعله غير قادر على مدى الشهرين الماضيين على الخروج بموقف يحسم وضعه إيجاباً أو سلباً. فهو وإن أكد أكثر من مرة على أن الثورة والمرشد خطان أحمران، لكنه بقي يوجه الضربات للرئيس، الذي وإن ظهرت بعض المشاكل بينه وبين المحافظين، لكنه يبقى واحداً منهم ورأس حربة مشروعهم السياسي بمباركة المرشد الذي وصفه أكثر من مرة بأفضل الأوصاف.
وصل رفسنجاني إلى الحائط المسدود للمرة الأولى منذ أعوام ثلاثين. هو حاول قبل أيام تعديل مواقفه بشكل جذري خلال كلمة له في مجمع تشخيص مصلحة النظام. لكن رغم تغطية وسائل الإعلام الإيرانية لكلامه في النشرات الإخبارية والصحف، بدا أن محاولته لم تحظ بالنجاح الذي توقعه، لا سيما مع ذكر اسم نجله مهدي بعدها بأيام في محكمة الثورة، وما قيل عن تورطه بشكل مباشر بالتحريض على الشغب والعمل لتقويض النظام.
إذاً، رسالة رفسنجاني للنظام وصلت، لكن التحية ردّت بأسوأ منها. وكلامه الهادف لإعلان الولاء للمرشد الأعلى، لم يلق صدى بدليل بث الاعترافات التي ذكر فيها نجله، وفي ذلك دلالات كثيرة. لكن الأهم يبقى أن انتخابات رئاسة مجلس الخبراء مقررة بعد عيد الفطر، وربما يأتي الجواب على كل مواقف رفسنجاني في صناديق اقتراع المجلس، لا سيما وأن رئاسة المجلس تضع صاحبه رسمياً في الموقع الثاني بعد المرشد الأعلى.
ولأن الموقع بهذه الحساسية، يبدو الشيخ رفسنجاني في وضع لا يُحسد عليه، رغم كل محاولات التميز التي قام بها. وفي هذا الإطار، يقول أحد المطلعين على المسألة، أن محاولات الشيخ الرئيس إبراز موقفه من المرشد الأعلى أمام مجمّع تشخيص مصلحة النظام قبل أيام، كان هدفها إقفال الطريق أمام أي مسعى قد يقوم به الرئيس نجاد أو أي محيطين به للضغط في اتجاه عدم التجديد له في الانتخابات المقبلة, وهو قرأ جيداً خطوة تعيين آية الله محمود هاشمي شهرودي عضواً في المجلس بناء عليه، قال لمن يهمه الأمر: «لقد وصلت الرسالة».

http://www.assafir.com/WeeklyArticle.aspx?EditionId=1324&WeeklyArticleId=59739&ChannelId=7845&Author=%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85

 

رفسـنجاني يـرد علـى مشـائي.. ويتجنـب السـجالات: هنـاك مـن يسـعى لبـث الخلافـات بيـن أركـان النـظام


علي هاشم
طهران :
لا تكاد الأمور في طهران تهدأ قليلا على الصعيد السياسي، حتى تشتعل من جديد، وكأن قدر الخصوم السياسيين في إيران تبادل التصريحات النارية، حتى ولو كان الجو العام متجها أكثر من أي وقت سابق نحو التهدئة، لاسيما بعد الكلام الأخير لمرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، الذي برأ فيه ساحة المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة من تهمة العمالة للغرب.
التوتير الجديد جاء على خط العلاقة المتأزمة أصلا بين رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، و«خصمه اللدود» ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الذي أصدر بيانا ناريا هاجم فيه، مدير مكتب نجاد، رحيم إسفنديار مشائي، واتهمه بـ«التآمر» ضد القيادة الإيرانية.
وقال مكتب الرئيس الأسبق في بيان ذيل باسمه «يبدو أن هناك مؤامرة بالغة التعقيد لكشف خلافات غير قائمة بين قيادات الدولة»، وذلك على خلفية اتهام مشائي لرفسنجاني بأنه يعتزم استغلال الدعم الشعبي للضغط على خامنئي. وقال رفسنجاني في أقوى ردود فعل احتجاجية على نجاد وفريقه «هذه الأكاذيب تخرج من شخص كان من المفترض أن يصبح نائبا للرئيس والآن يشغل منصب مدير مكتب الرئيس».
وتابع بيان رفسنجاني «رغم سعي الشخصيات الكبرى في النظام الى الهدوء والوقوف في وجه آثار الأعداء التي تتربص الدوائر في ايران، الا اننا وللأسف الشديد نلاحظ ان هناك من يسعى لبث الخلافات بين أركان النظام ونشر اليأس في نفوس الشعب». واعتبر ان تصريحات مشائي لا تختلف عن تصريحات نجاد خلال مناظرته التلفزيونية عشية الانتخابات الرئاسية، والتي اتهم فيها عائلة رفسنجاني بالفساد، مشيرا الى ان المكتب بصدد عرض تلك الاتهامات على المحكمة للتحقيق في الامر.
وقد علق مراقبون على كلام رفسنجاني بأنه محاولة للتصعيد في وجه نجاد من جهة خاصرته الرخوة، في إشارة إلى مشائي، الذي أشعل لدى تعيينه نائبا للرئيس حملة كبيرة على الرئيس وأزيح عن المنصب بأمر مباشر من مرشد الجمهورية.
لكن مصدرا مقربا جدا من رفسنجاني، أكد لـ«السفير» ان الرئيس الأسبق لا ينوي الدخول في سجالات مع أحد، وأنه أستخدم حق الرد على «تجنيات» مشائي، مشيرا إلى أن رفسنجاني لو كان ينوي الدخول على خط التصريحات والتصريحات المضادة، لكان دخل مع بداية الأزمة ورد على «كم الأكاذيب التي روجت حوله» عبر وسائل إعلام صديقة ومعادية.
وأكد المصدر ان كل ما كان يقال عن الرئيس الأسبق «هو محض افتراءات.. فهو لم يزر مدينة قم المقدسة ويجتمع بالعلماء كما ادعت بعض وسائل الإعلام، ولا هو جمع تواقيع ضد الولي الفقيه، وحتى زيارته إلى مشهد التي جاءت بعد آخر خطبة جمعة ألقاها والتي قيل فيها الكثير، لم تكن مرتبطة بأي أمر سياسي».
المصدر الذي عايش رفسنجاني منذ سنوات، أشار في حديثه الى ان «الشيخ لا يمكن ان يعمل ضد الثورة وعلاقته بالسيد خامنئي ليست علاقة سياسة إنما صداقة طويلة ورفقة درب من ايام النضال حتى يومنا هذا».
ويتوقع ان يلقي نجاد كلمة من على منبر صلاة الجمعة اليوم في طهران يتطرق فيها إلى تشكيلته الوزارية وعلاقة الحكومة بمجلس الشورى الإسلامي، وأن نوابا في المجلس تحدثوا عن رفض 5 من الوزراء الذين رشحهم الرئيس، بينهم النساء الثلاثة، بسبب موقف مراجع الدين المعارضة لتوزير النساء.
وكان نجاد اتهم امس الاول الغرب بدعم الاحتجاجات ضد رئاسته «لأنه يريد أن يثأر من سياسات السنوات الأربع الماضية». وتابع «مثلما جعلكم الشعب الايراني تشعرون بالاهانة على مدى العقود الثلاثة الماضية.. شعرتم بها أيضا هذه المرة»، موضحا «رغم أنهم لم يتصرفوا بعقلانية.. فإني ما زلت آمل أن يعدلوا عن خطأهم بإعلان التزام دولي بعدم التدخل في الشأن الايراني بعد الآن».
وقد جدد آية الله العظمى حسين علي منتظري تحذيره للسلطات الايرانية، مؤكدا ان إدارتها للازمة التي تلت الانتخابات تهدد بإسقاط النظام. وقال «امل ان تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان ومزيد من تلطيخ سمعة الجمهورية الاسلامية.. وقبل ان يتسببوا بإسقاط نظامهم بنفسهم». وطالب بوقف «المحاكمات المسرحية» التي وصفها بانها «تحريف للعدالة الاسلامية» وحض السلطات على «عدم التمادي في الطريق السيئة التي اختارت سلوكها».
من جهة اخرى، قال عضو في لجنة تحقيق برلمانية، إن بعض الإصلاحيين الايرانيين الذين احتجزوا بعد الانتخابات الرئاسية بالبلاد، هتك عرضهم في السجن. ونقل موقع «برلمان نيوز» عن النائب الذي لم تكشف هويته وكان ضمن أعضاء لجنة التحقيق «ثبت لنا هتك عرض بعض المحتجزين باستخدام عصا وزجاجات الصودا». وكان مرشح الرئاسة المهزوم مهدي كروبي قال ان بعض المحتجين المحتجزين اغتصبوا وتعرضوا لانتهاكات داخل السجن وهو الاتهام الذي رفضه مسؤولو الحكومة وقالوا ان «لا أساس له».